الـســــكــــريـــ
السكري هو عدم قدرة الجسم على هضم السكر في الدم و تحويله الى طاقة لأحد سببين:
1. عدم قدرة الجسم على فرز هرمون الأنسولين بسبب تدمير جزر لانجارهانز الموجودة في البنكرياس و التي تفرز الأنسولين بواسطة مضادات بالجسم.
و هذا يترتب عليه النوع الأول من السكري (Type I Diabetes). و ينتشر عند الأطفال و الشباب. و علاجه بواسطة حقن الأنسولين.
2. عدم قدرة الأنسولين الذي يفرز على القيام بمهامه الرئيسية نظراً لمقامة الخلايا التي يعمل عليها. و هذا هو النوع الثاني من السكري (Type II Diabetes) اذ يفرز الجسم الأنسولين و لكن لا يمكن الأستفادة منه. و علاجه بواسطة الأدوية المخفضة للسكر (Oral Hypoglycaemic Drugs). و هذا النوع هو الغالب بين المصابين. و يمكن تقليل مناعة الخلايا للأنسولين بواسطة التمارين الرياضية و النظام الغذائي الجيد.
ما هو مرض السكر؟
يحتوي دم الانسان على كمية من السكر تتراوح بين (80 ـ120) ملي غراما في كل (100) سم مكعب، أي ما معدله غراماً واحداً من السكر في كل ليتر من الدم. وعندما يدور الدم في جهاز الدوران يقوم بتوزيع السكر على خلايا الجسم المختلفة التي تأخذ منه مقدار حاجتها لكي تحرقه وتستخلص منه الطاقة اللازمة لافعالها الحيوية المختلفة.
عندما تستخلص الخلايا كمية من السكر من الدم الجاري يهبط مقدار السكر في الدم بشكل تدريجي، ويرافق هذا الهبوط في تركيز السكر شعور الانسان بالجوع مما يدعوه الى الاقبال على تناول الطعام الذي يحوي فيما يحوي الخبز والرز والبطاطا وجميعها مواد نشوية، يقوم الجهاز الهضمي بتحليلها كيمياوياً بواسطة الانزيمات الهاضمة، لكي تتحول في النهاية الى مواد سكرية بسيطة تخترق الامعاء لتصل الى الدم. اما المواد السكرية التي نتناولها بشكل حلويات او سكر مذاب في الشاي وغيره، فانها هي الاخرى تتحلل كيمياويا الى مواد سكرية بسيطة تصل الى الدم بواسطة الامتصاص عن طريق الامعاء.
يبقى ان نشير الى ان السكر الموجود في الفواكه هو نفسه سكر بسيط لايحتاج الى هضم، بل يجري امتصاصه من الامعاء دون حاجة الى عمل الانزيمات الهاضمة.
النتيجة اذن، هي ان الامعاء تجهز الدم بالسكر وبذلك تعوض النقص الحاصل من استهلاك الخلايا له.
لكن تجدر الاشارة الى نقطة هامة وهي ان تركيز السكر في الدم يبقى ثابتا في حدود الـ (80 ـ 120) فكيف يحصل هذا التنظيم؟ وبعبارة اخرى، ماهو الذي يمنع هبوط سكر الدم الى اقل من (80) اذا لم يتناول الانسان طعاماً؟ وما الذي يمنع ارتفاع السكر الى اكثر من (120) اذا تناول الانسان طعاماً يحتوي على كمية كبيرة من السكريات او النشويات؟
الجواب هو ان الذي ينظم ذلك، الهورمونات التي يفرزها البانكرياس… فاذا ارتفع السكر في الدم على اثر امتصاص الامعاء لكمية من المواد السكرية، فان البانكرياس يفرز هورمون الانسولين الذي يقوم بتسهيل دخول السكر الى خلايا الجسم المختلفة، وبذلك يحول دون ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد تناول الطعام.
اما اذا انخفض سكر الدم الى دون الـ (80 ) على اثر استهلاك الخلايا وعدم دخول كمية جديدة عن طريق الامعاء، فان البانكرياس يفرز هورموناً آخر اسمه كلوكاكون يؤدي الى تحليل السكر الاحتياطي المخزون في بعض الخلايا وطرحه الى تيار الدم لكي يعيد مستوى السكر الهابط الى المستوى المطلوب.
وهكذا تقوم الهورمونات بعملية تنظيم دقيقة تحافظ فيها على نسبة السكر في الدم ثابتة في حدود (80 ـ 120)، (وكل شيء عنده بمقدار).
ان عجز البانكرياس عن افراز كميات كافية من هورمون الانسولين (او عدم فعالية هذا الهورمون) يؤدي الى ارتفاع السكر الى اكثر من (120) وهو ما يعرف بمرض السكر الذي يمتاز بالعطش المفرط وكثرة التبول والضعف العام.
ويعالج مرض السكر اما بالانسولين واما بالاقراص التي تنشط البانكرياس لكي يفرز مقداراً كافياً من الانسولين.
أسباب الإصابة بالسكري؟
ما زالت هناك العديد من العوامل لم تكتشف بعد، ويبقى السبب غامضا في الوقت الحاضر.
ومن الأسباب والعوامل المتعددة:
• إرادة الله في المقام الأول ومن ثم فإن العوامل متعددة ومتداخلة.
• السمنة تساعد على الإصابة بداء السكري وظهور أعراضه خاصة لدى أولئك ممن لديهم استعداد وراثي للمرض.
• الحياة الخاملة التي لا تتناسب مع كمية الغذاء ونوعيته مما يؤدي إلى تراكم السكريات والدهون في الجسم.
• الوراثة التي تلعب دورا في الإصابة بمرض السكري، ويكثر الاحتمال إذا كان هنالك أفراد في الأسرة مصابين بمرض السكر وخاصة الأشقاء والأبوان.
• التوتر النفسي والمعاناة العصبية، ولكن هناك من لا يرجح هذا السبب لكون الإصابة كانت كامنة عندهم قبل تعرضهم للتوتر أو الأزمة النفسية ولكن هذه الأزمة زادت من تفاقم المرض.
• بعض الأمراض الفيروسية التي تصيب البنكرياس وبعض أنواع الالتهابات التي تصيب الجسم بالإضافة إلى بعض أمراض الغدد الصماء.
• الحمل لدى بعض النساء ممن لديهن استعداد للمرض حيث تظهر أعراض السكر أثناء الحمل وذلك لان المشيمة تفرز هرمونا مضادا للأنسولين يساعد على ظهور الأعراض التي قد تكون مؤقتة أو تستمر في بعض الحالات.
• البيئة.
• أمراض أخرى مثل الأورام التي تصيب البنكرياس.
وهناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن الأطفال الذين أرضعوا من حليب الأم أقل إصابة بمرض السكر بالمقارنة مع الأطفال الذين ارضعوا من حليب البقر
كيف يعمل الأنسولين في الجسم؟
لنتخيل أن الخلية والتي تقوم بأعمال حيوية متواصلة في الجسم، والتي تحتاج إلى الطاقة للقيام بعملها على أكمل وجه، بأنها غرفة لها باب.
ولنتخيل أن طاقة الخلية هي الطعام الموجود خارج الغرفة.
وأن الأنسولين هو مفتاح باب الغرفة.
فلو اتى الطعام في الوقت المحدد، والمفتاح موجود لدينا، فنستطيع بسهولة فتح باب الغرفة وبالتالي إدخال الطعام لداخلها، فتحصل الخلية على الطاقة.
لكن،
إذا لم يتوفر لدينا هذا المفتاح، أو أنه وجد لكن بكمية محدودة، بحيث لا يمكنه فتح جميع الغرف، فهنا سيتجمع الطعام خارج الغرفة - والتي تمثل الخلية- وستعاني الخلية في الداخل من التعب لعدم حصولها على الطاقة.
وهذا ما يفسر لنا ارتفاع السكر في الدم، فالسكر لا يستطيع الدخول لداخل الخلية لإمدادها بالطاقة، فيرتفع ويزداد في الدم، والخلية ستلجأ إلى الدهون المخزنة لتوليد الطاقة المطلوبة، وعندما تحترق هذه الدهون ينتج عندنا حامض الأستون.
ما هي أنواع الأنسولين؟
للأنسولين أنواع متعددة تختلف حسب:
1- سرعة وطريقة عملها.
2- المدة التي تحافظ فيها على نسبة السكر في الجسم.
وجميع أنواع الأنسولينات تكتب بخط أسود على عبوات الأنسولين لتمييز بينها.
ومن هذه الأنواع:
- الأنسولين R : وهو الأنسولين العادي أو قصير المفعول. وهو سائل رائق شفاف ولا يستعمل إذا فقد شفافيته. ويبدأ في العمل سريعا، بعد نصف ساعة، ثم ينتهي مفعوله أسرع من الأنواع الأخرى من الأنسولين.
ويمكن استخدامه بمفرده أو أن يخلط مع الأنسولين N
- الأنسولين متوسط المفعول N، والنوع L
N= NPH insulin
L= Lente insulin
وهذان النوعان لهما فترة تأثير متوسطة المفعول ويظهران كسائلين عكرين بلون السحاب.
ويبدآن العمل بعد فترة أطول من الإنسولين R ، كما يستمران في المفعول لمدة أطول من الإنسولين R.
- الأنسولين سابق الخلط. ويحتوي على الأنسولين R والأنسولين N وقد تم خلطهما في زجاجة واحدة.
انخفاض مستوى السكر في الدم
وهو انخفاض مستوى السكر في الدم عن المستوى الطبيعي أقل من 60 ملجم.
درجات انخفاض السكر في الدم:
انخفاض بسيط 75- 65 ملجرام
انخفاض متوسط 65- 55 ملجرام
انخفاض شديد أقل من 55 ملجرام
ويعتبر تأثير إنخفاض السكر في الدم سريع ومفاجأ، وهي أخطر من الغيبوبة الكيتونية حيث أنها إذا استمرت فترة طويلة تؤدي إلى تغيرات في الجهاز العصبي لغياب السكر عن الدماغ.
ورغم خطورة هذه الحالة، فإن علاجها من أسهل ما يكون ونتائجه ممتازة في معظم الأحيان متى تم على وجه السرعة.
أسباب أنخفاض السكر في الدم:
- عدم تناول إحدى وجبات الطعام أو تأخيرها عن موعدها.
- بذل مجهود رياضي أو نشاط عضلي كبير، غير معتاد.
- زيادة جرعة الدواء أو الأنسولين، أو تكرارها والخطأ فيها، عن الكمية المحددة من قبل الطبيب.
أعراض انخفاض السكر بالدم:
هناك ثلاثة أعراض أساسية لأنخفاض السكر بالدم، قد يشعر المصاب بها جميعا أو بإحداها، وهي:
- الرعشة.
- البرودة.
- العرق.
بالإضافة للإعراض الأخرى، ومنها:
- شعور بالدوخة.
- خفقان القلب وتنميل الشفتين والأصابع.
- شعور بالجوع والغثيان.
- عدم المقدرة على التركيز.
- زعللة في البصر.
- تصرفات غير معتادة.
- تشنجات وإغماء.
انخفاض السكر أثناء النوم:
- أحلام مزعجة أو كوابيس.
- تبلل الفراش بالعرق.
- الصداع الشديد عند الإستيقاظ.
- الشعور بالتعب والفتور عند الإستيقاظ.
علاج انخفاض السكر في الدم:
على المصاب بمرض السكري بمجرد شعوره ببعض أعراض انخفاض السكر في الدم عمل تحليل لمستوى السكر في الدم إن سمح له وضعه بعمل الاختبار، والمسارعة بعلاج الإنخفاض.
في حالة كون المريض غير فاقد للوعي ومدركا للأعراض، فيجب عليه:
- تناول كوب من العصير المحلى بالسكر، أو تناول كوب من الماء مذاب به ملعقتين من السكر، أو تناول ملعقة عسل.
- تناول ساندويش أو قطعة خبز مباشرة لتجنب انخفاض السكر مرة أخرى.
- يقاس مستوى السكر في الدم بعد ربع ساعة للتأكد من وصوله للمعدل الطبيعي.
في حالة فقدان الوعي أو عدم قدرة المريض على البلع:
- وضع جسم المريض على الجنب الأيمن أو الأيسر ثم دهان تجويف الفم والشفاه بالعسل،